25.4.06


سلوك العنف من عنف السلوك
مقاربة من مفهوم " الخشونة" الثقافية في الجزائر

د. عمار يزلي
قسم علم الاجتماع
جامعة وهران




البحث في أصول العنف كممارسة اجتماعية وسياسية، يقتضي البحث أ ولا في : المشتلة: الثقافية ـ الاجتماعية والاقتصادية (نمط الانتاج) الذي أوجد هذه التربة الصالحة لنمو وانتشار هذا السلوك وتلك الممارسة.
ولأننا بحاجة إلى توضيح صريح بشأن العوامل التي تدفع إلى" امتهان " العنف كوسيلة لتحقيق أغراض مادية أو رمزية، أو لتحقيق وإشباع حاجة مادية، فإننا ننزع إلى اعتبار العامل المادي عاملا مهما ، إن لم يكن محددا وأساسيا في توسيع دائرة انتشار العنف، تنضاف إليه مجموعة من العوامل التي إما أن تتبعها أو تسايرها وتوازيها: الفقر، البطالة، تفكك الأسرة والحرمان العاطفي، الانحلال الخلقي والتدمير الاقتصادي (1).
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) في بحث ميداني بولاية وهران، أجري سنة 2003 ، اتضح أن 40% من حالات جنوح الآحداث، تشكو اليتم الأسري (تفكك الأسرة) وأن 68% منهم يسكنون بيوتا مكونة من أقل أو تساوي 3 غرف بمعدل 7 إلى 10 أفراد في المسكن الواحد. كما اتضح أن –(65,33% من آباء العينة المأخوذ من 3 مراكز لإعادة التربية بوهران يفتقدون إلى عمل أو يعملون بشكل مؤقت وأن 47,98% من الآباء يعملون لكن بدخل ضعيف.
وفقي وفاء:عوامل جنوح الأحداث (دراسة ميدانية في مراكز إعادة التربية بولاية وهران). رسالة ماجستير في علم الاجتماع التربوي. قسم علم الاجتماع . جامعة وهران 2002 ـ 2003

غير أننا بعد هذا التوضيح المنهجي، لا ينبغي أن نقر بأن هذه العوامل وحدها كافية لتحريك هذه الآلة الاجتماعية. " القابلية والاستعداد الفطري والثقافي والبيئي التنشئوي" (وحتى البيولوجي: وعليه فإننا لا نرفض ولا نعمم في نفس الوقت نظرية لمبروزو حول الإجرام)،تمثل المشتلة التي تنمو في تربتها كل الأشكال السلوكية الفردية والجماعية ذات المنحى العنيف التي نطلق عليها عادة نعت " الخشونة" (أو بالعربية الممزغة " تاخشانت")، والتي تأخذ مصدرها من "خشونة العيش" وشظفه ( " اخشوشنوا، فإن الحضارة لا تدوم" : الحديث النبوي)، المعارض لمفهوم " التحضر" ، فهو نعت يستمد منحاه الدلالي من نمط إنتاج فلاحي رعوي وانتماء فضائي بدوي، خلافا لنمط الإنتاج السلعي المالي والحرفي المديني.
هناك إذن ما أسميه" بالاستعداد السيكو اجتماعي لمختلف أشكال العنف أبسطه رمزي سلوكي طباعي وأعتاه جسدي عدواني إجرامي.
"فالعدوانية" ، هي أعلى درجات العنف وليست العنف في حد ذاته!، يبقى أن نحدد مكونات العنف الرمزي الذي يمثل قاعدة انطلاق العنف المادي،ونرجعه إلى "الأنانية" الدفاعية الموجودة أولا لدى الكائن البشري بشكل فطري غريزي(بشرا كان أم آدميا.. مع الفرق اللغوي) بأشكال متفاوتة حسب قوة التحكم والسيطرة والردع الذاتية أو الموضوعية (النفس اللوامة، الضمير الجمعي والقانون ).
1/ كمياء الثقافة أو التركيبة الثقافية للمجتمع الجزائري.

قطعا، لا يمكن تقديم " وصفة" دقيقة ولا تشخيصا صارما لمسألة "الخلطة" الاجتماعية والتركيبة الثقافية للمجتمع الجزائري. فالمسألة ليست مسألة " طبخة" ومقادير أو عينة تشريحية من جسد، وتحاليل محددة بظروف مخبرية، ذلك أننا نفتقد إلى كثير من العناصر المشكلة للبنية الثقافية والاجتماعية للمجتمع الجزائري، وعليه سوف نتخذ من العنصر الثقافي اللغوي الألسني دعامة لرسم خريطة ثقافية مصغرة للمجتمع الجزائري والذي من شأنه أن
يوضح لنا فيما بعد دوافع طرحنا لفرضية البيئة السوسيو ـ اقتصادية كمحفز أو ككابح لنزعة العنف السلوكي، قبل سلوك مسلك العنف، أي " امتهان" العنف المادي.
المجتمع الجزائري بمختلف انتماءاته العرقية (عربية,بربرية,إفريقية,أوربية,متوسطية) مجتمع في غالبيته ذي طابع فلاحي رعوي فيما خلا بعض الجيوب الحضرية المتأصلة في المدينة الموروثة عن تاريخ طويل يمتد عبر أكثر من ألف عام :تلمسان,العاصمة،بجاية،ندرومة قسنطينة،مستغانم.. لاسيما على طول الساحل وبعض "الجزر" الداخلية .يتعلق الأمر بتلك الحواضر و المدن التي أنشأها إما الوافدون الأوائل أيام الفتوحات أو تلك التي شيدت أو اتسعت بعد سقوط الأندلس . أما الجنوب فيمكن اعتبار بعض القصور الصحراوية "مدنا" حضرية مزدوجة الوظيفة :حضرية, صحراوية,تعتمد على نمط الإنتاج المهجن (فلاحي،رعوي،تجاري حرفي) وهو النموذج الأقرب إلى المدن والحواضر العربية بعد الإسلام في شبه الجزيرة العربية وبلاد ما بين النهرين و بلاد الشام.
من خلال هذا الرسم يمكن تمييز ثلاثة ممرات طبيعية :الممر التلي وفيه يتمركز غالبية السكان الجزائريين (من 100 إلى أزيد من 300 ساكن في الكيلومتر المربع الواحد وذلك حسب إحصائيات 1977...) وتتميز بسيطرة نموذجين اقتصاديين: فلاحي وصناعي تجاري،حيث تتواجد أكبر المدن والتجمعات السكانية الحضرية. في الوسط ، يمكن تمييز ممر الهضاب العليا الذي يمتاز بغطاء نباتي حيواني جد مهم، مما يؤهله لخلق خط رعوي ترحالي ونصف ترحالي (رعوي فلاحي)، مع بعض التجمعات السكانية الحضرية الريفية (بكثافة سكانية تقدر بـ 10 إلى 50 ساكن في الكيلومتر المتربع )،والتي تعتمد على ثلاثة أنماط اقتصادية:النمط الرعوي الخاص، النمط الرعوي الفلاحي، النمط الفلاحي ـ التجاري أو الرعوي ـ التجاريالممر الثالث هو الممر الجنوبي الصحراوي، حيث خط الرمل والنخيل والواحات الصحراوية والتي تعتمد على نمط هجين : فلاحي رعوي ـ تجاري ـ حرفي بكثافة سكانية ضعيفة تقدر بأقل من 10 سكان في الكيلومتر المربع الواحد.
في الغالب، يبدو أن النمط الرعوي الفلاحي هو السائد ومعه سوف تسود الطبائع الرعوية الفلاحية ومختلف الأشكال السلوكية الثقافية الفردية والجماعية عربية كانت أم بربرية. فالمجتمع البربري القديم، حسب طروحات بن خلدون ومعه إبن قتيبة، تميز بين فصيلين (فرعين) أو فخذين أساسيين تكون منها المجتمع البربري: الفخذ الرعوي (البتر) والفخذ الزراعي (البرانس). انتشرت المجموعة الأولى في السهوب والهضاب العليا (زناتة وفروعها..) فيما استقرت الفرقة الثانية بالمناطق الساحلية والمرتفعات الجبلية (القبائل الكبرى والصغرى).

2/ إذا عربت المدن، خربت المدنية.
يؤدي بنا ما سبق إلى طرح فكرة " التعريب" التي تحدث عنها بن خلدون والتي أصبحت تحمل دلالة أخرى خارجة عن سياقها التاريخي والمعرفي:"إذا عربت، خربت"!
"التعريب" الذي نتحدث عنه هنا هو ذلك الحراك الاجتماعي الثقافي الذي حدث خلال القرنين الـ 11 و12 الميلاديين، إثر نزوح تلك الأعداد الهائلة من القبائل العربية الضاعنة: بنو سليم، بنو هلال، الأثبج، المعاقيل...باتجاه "إفريقية الخضراء".
المؤرخون والرحالة الجغرافيون، يختلفون حول تعدادهم، لكنهم لا يختلفون كثيرا في عدَتهم وفي طريقة انتشارهم (1) وحجم التسلح الذي كان مرافقا لهذا الانتشار (حتى أن بن خلدون وصف طريقة انتشارهم بالصيغة القرآنية ليوم البعث "كأنهم الجراد المنتشر"). هذه الأعداد الهائلة من قوافل الأعراب، وهذا الحجم الأكبر من نوعه باتجاه الشمال الإفريقي، كان من شأنه أن غير الطبيعة الديمغرافية والثقافية واللغوية وحتى الاقتصادية لشمال إفريقيا بشكل عام والجزائر بشكل خاص بسبب شساعة منطقة الهضاب، وبالتالي على السلوك العام والممارسات الأنثروبولوجية.
هذه القبائل (الأعراب)، سيكون لها دور تشكيل البنية الثقافية واللغوية في الشمال الافريقي وحتى في بعض دول الساحل الإفريقي . كما سيكون لها الأثر الفعال في نقل الممارسات والسلوكات الفردية والجماعية إلى المجتمع البربري، لا سيما القبائل الزناتية الضاعنة في السهوب:" الشاوية".
حاليا، ما يدل على ثقل التأثير الثقافي واللغوي لهذه القبائل على مختلف مناطق وسكان الجزائر، سيطرة اللغة العامية الخاصة بهذه القبائل. يتجلى ذلك في بعض مخارج الحروف اللهاتية والحلقية واللمفوية الخشنة والمصوتة مثل الجيم المفخمة (الجيم المصرية)، والتي هي من خصائص لغة البدو والأعراب. (بعض الحواضر وبعض الجيوب اللغوية المدينية ، فلتت من حجم التأثير المباشر للغة الأعراب كلهجة أهل تلمسان، ندرومة، فاس العاصمة..ولهجة بعض ــــــــــــــــــــــ
(1) يقدم المؤرخون أرقاما متفاوتة تتراوح ما بن 300 ألف إلى مليون وإلى "نصف سكان شبه الجزيرة". ينظر
A.. Benachenhou :Connaissance du Maghreb.Ed de l’ANP/Alger .1971.P :79-80




المناطق ذات التواجد الخصوصي:يهود المغرب وتونس والجزائر قبل الاستقلال، ولهجات الغزوات وجيجل، وبالطبع اللهجات البربرية..).
هذه القبائل الناجعة والنازحة ، بهذا الحجم ،كان لها التأثير الحاسم في " تعريب" الشمال الإفريقي بشكل عام، لا سيما الجزائر: تعريب سوسيوـ أنثروبولوجي و"تعريب" ثقافي ـ لغوي، وهذا بعد أن اكتفى الفاتحون المسلمون بـ " أسلمة" المجتمع المغاربي دون التمكن من تعريبه ثقافيا ولغويا..
هكذا كانت هذه القبائل وراء " تعريب " شبه كامل للشمال الإفريقي، ولكنها أيضا كانت وراء عملية "تخشين" المجتمع و "تبديته" (من.. البادية..)، والذي كان جزء منه مهيأ قبليا: (المجتمع الرعوي البربري من شاوية زناتة، مثلا) ..فالغلظة و الخشونة في القول والعمل من طباع الأعراب.! الأعرابي لا يتمدن بسهولة، فهو مضاد للمدنية بالطبيعة!..فالمدنية والعمران ضد طبيعة تكوينه النفسي والاجتماعي .. وضد نزوعه الاقتصادي الترحالي..واستقلاليته. وعليه، طرح بن خلدون مقولته "إذا عربت، خربت"، في إشارة إلى تدمير وتخريب بني سليم لمدينة القيروان!
الأعراب، ليسوا أهل مدنية، وخشونة اللفظ عندهم من مخارج الحروف (الصوت المرتفع والحركات اللفظة الخشنة والغلظة في التعبير والحركات التعبيرية العنيفة .كما أن السلوك الخشن هو تعبير عن رد فعل ضد المساس بما يعتبر " أنفة وكرامة" (منها المطالبة والعمل على
الأخذ بالثأر مهما كلف ذلك من ثمن) (*)
هذا من جهة،من جهة أخرى، كان العامل التاريخي في عهد الدولة الموحدية والدويلات الثلاث التي عادة ما كانت تنتهي بها أو تتخلل فترات من الحروب بين الاخوة الأعداء من تونس والجزائر والمغرب إثر التحالفات السياسية الظرفية لهذه القبائل مع أمراء الدويلات تماما مثل ما حدث مع هذه القبائل في شبه الجزيرة في تحالفات مع القرامطة واقتصاص الدولة الفاطمية منها بإبعادها إلى إفريقيا الخضراء للتخلص من "شغبها" الدائم
ـــــــــــــــــ
(*) في نادرة تروى أن أعرابيا سئل: هل يسرك أن لا تأخذ الثأر والعار "؟ أجاب: يسرني أن آخذ الثأر والعار وأدخل مع فرعون النار!

كانت تنتهي بعمليات تهجير وتوطين لهذه القبائل،مما جعل عمليات التشتيت هذه تسرع من وتيرة انتشار هذه القابائل عبر كامل مناطق وبلدان المغرب العربي والجزائر بشكل أساسي.
3/الهجرات، النزوح والمدينة المتبدية

عامل التهجير والتوطين السياسي لهذه القبائل في تاريخ الجزائر كان وراء توحيد نمطية الجزائر وتوحيد سلوكها الذي تميز بالرفض والغلطة وخشونة المعاملة والكلام والطباع (حتى هذه الذهنية صارت الطاغية وصارت ترى في "المديني" ذلك الرقيق المتحضر المتحدث بصوت واطئ "جبانا" وقليل الشجاعة والإقدام :نموذج نظرة لسكان الغزوات إلى سكان ندرومة مثلا و سكان المناطق الريفية التلمسانية أي أهل تلمسان الحضر ..!
هذا الاستعداد الثقافي التاريخي،قد تنضاف إليه عوامل أخرى في تأجيج دواعي العنف وامتشاقه كأول وسيلة وليست آخرها لحل الخلافات.
من بين العوامل التي ساعدت على انتشار العنف عندنا هي الهجرة الداخلية أو ما يسمى بالهجرة الريفية خلال مختلف الحقب التاريخية: أثناء الاحتلال من خلال نشوء الأحياء العربية على هامش الأنوية العمرانية الأوروبية، ثم بعد الاستقلال مباشرة إثر شغل الأملاك
الشاغرة التابعة المعمرين الأوروبيين والتي بنوها لأنفسهم بأنفسهم على مقاس أنفسهم،وانتهاء بالهجرة التي عرفتها البلاد خلال العشرية الأخيرة الناجمة عن تدهور الحالة الأمنية في الريف، مما جعل المدن المريفة أصلا تزداد كثافة وتناقضا، ساهم في هذا الوضع ، التحولات الاقتصادية والاجتماعية من جراء المرور السريع إلى اقتصاد الاستهلاك السريع و"الفوضوي المنظم"!
نتائج ذلك،تمثلت ترييف المدينة الأوروبية والحضرية وبشكل مواز لذلك، "تمدين الريف.. بطريقة ريفية"!،مما جعل الحواضر والتجمعات السكانية في الجزائر،لا تختلف كثيرا إلا من حيث الحجم والعنوان الإداري!
ما شهدته الجزائر خلال العقد الأخير، كان عاملا قويا في دفع التناقضات المتراكمة إلى حد التصادم عوض التعايش الذي بقيت تحت سلطته لعقود. فقد أدى "النزوح اللجوئي"،إلى تفجير التناقضات المستعدة أصلا للانفجار..أقصد بها الاستعدادات الفطرية التراكمية الثقافية، مع الاستعداد المكتسب (الظروف المعيشية الاجتماعية والاقتصادية..)، الذي تحول خلال العقد الأخير إلى عنصر "صاعق" في تفجير اللغم الموقوت.
ويمكن أن نلخص هذا الصاعق في ثلاث خيوط تتحكم في التفجير:الخيط الأول (الخيط الأحمر)، ويتمثل في انهيار المستوى المعيشي الناتج عن البطالة الناجمة بدورها عن التسريح الشامل والممنهج لآلاف العمال إثر دخول البلاد تحت ضغوطات صندوق النقد وعمليات الخصخصة والانفتاح الاستهلاكي باتجاه الأسواق العالمية . الخيط الثاني (الخيط الأزرق)، ويتمثل في الأزمة السياسية التي عصفت بالبلاد إثر الدخول في التعددية السياسية وما نتج عنها من بروز لخلافات وصراعات ظلت موءودة طيلة ثلاث عقود: الأصولية الدينية، الأصولية الديمقراطية،والأصولية اليسارية مع أصوليات جديدة تمثلت في "الأصولية الوصولية"، الفئة السياسية والاجتماعية المستفيدة من التحولات الاقتصادية. الخيط الثالث (الخيط الأصفر) هذا الخيط مرتبط بالخيط الثاني ارتباطا وظيفيا (الوظيفة السياسية المضادة للتدين السياسي، أدت إلى انتهج سلوك سياسي مؤداه "تدنيس" الأخلاق لأغراض سياسية إيديولوجية(*). الخيط الأحمر يرتب بالثاني ارتباطا عضويا، ويرتبط بالخيط الأول ارتباطا سببيا، بحيث يبدو الخيط الأخير وكأنه نتيجة وليس سببا، ويتمثل في العامل الأخلاقي وانتشار الممارسات غير الأخلاقية (الرشوة، المحسوبية، الدعارة..)
بالنتيجة،هذا الهجرة اللجوئية الأخيرة، حولت كثيرا من سكان المدن الجدد إلى لاجئين اجتماعيين،محدثة اضطرابا في البنية الاجتماعية المضطربة أصلا وكذا في البنية الاقتصادية، مما حول بعض الأحياء الجديدة المبنية على محيط وأحواز المدن إلى "دواوير قبلية"،ملقمة إلى محيط المركز العمراني، تمارس فيها وبها كل أشكال البحث عن الاندماج بشكل سريع وغير عقلاني.
رد الفعل لدى السكان القدماء نسبيا (أولاد البلاد)، لا سيما الشباب غير المستفيد من هذه الوضعية،كان حادا في كثير من الأحيان:القفز إلى حدود الاعتداء على المستفيدين الجدد وأصحاب "ثقافة المظهر" (سرقة السيارات، الهواتف المحمولة...). ليس هناك هدف محدد سلفا لدى هؤلاء..المهم النتيجة..والوسيلة.. الاعتداء والسطو..
العنف ليس بالضرورة عنف مسلح،هذا الأخير هو في نظرنا "أعلى مراحل العنف" وآخر درجة في سلم العنف السلوكي اليومي..
وعليه،ينبغي أن نؤكد أن العنف هو نتاج تنشئة أسرية من جهة وتكفل اجتماعي (prise en charge sociale)،أساسهما " العدل" والتوزيع العادل للدخل والحظوظ الاجتماعية المبنية على سيادة الفرد في المجتمع،لا على إذابته مطلقا في الاجتماعي شأن الأنظمة الشمولية،أو سلبه شخصيته من خلال فردنة الإنسان وتشييئه ، كما هو الحال في الأنظمة الرأسمالية،من شأن هذا العمل أن يلين الطباع ويرقي الشعور الاجتماعي لدى الأفراد باتجاه تحمل الآخر ولو كان مختلفا وقبول الآخر ولو كان مغايرا..
ــــــــــــــــــ
(*) انتشار محلات بيع الخمور مثلا كان بقرارات إدارية بهدف سياسي:مواجهة التهديدات الإسلاموية والوقوف في وجهها بشكل تحدي!

هناك تعليق واحد:

Medghassen يقول...

الاخ يزلي
Azul segw oul
نتمنى ان تكون بخير
تذكرت وانا اتصفح عرضا مدونتك انني وقد كنت امر اليوم بشارع يحمل اسم يزليوي وهل له علاقة بلقبك يزلي
لكن الثانبت انه امازيغي

فما قصتك مع الامازيغ هل انت من اولئك المسيردة قوم رئيسنا الذين تنكروا لامازيغيتهم وهان عليهم ان يكون للعبرية كرسي بجامعتنا بينما تظل تامازيغت مجرد فلكلور

اليس للامازيغية عليك حق اكثر من غيرك وانت استاذ علم اجتماع يعني اكثر الناس ادراكا لما اكتبه لك هنا

هل تكون مثل ذلك المتنكر الكبير الذي لم يكتب كلمة واحدة عن تامازيغت والهوية الامازيغية مع ان اسمه واسيني ولا ريب انه يعرف بني واسين اقوى قبائل زناتة ورحم الله اباه الشهيد الذي اسماه بهذا الاسلام الهوياتي الذي ظل يعرف ببني واسين رغم انف حامله

يا قوم امسيردا اعملوا شيئا لتامازيغت فهي هويتكم وملمحكم وميزنكم بين الشعوب والامم

Tanemmirt